رواية حلم زومبي و البعث للماضي

رواية حلم زومبي و البعث للماضي
رواية خياليه مبنيه علي احداث واقعيه تجسد فكرة منظمة سرية و حركات سياسية خطيرة تعمل علي ابادة البشرية

الأحد، 5 يوليو 2015

الفصل الثاني : الورقة الأخيرة



الفصل الثاني : الورقة الأخيرة





في مساء يوم الاثنين ، في ساعة 7:50 مساءا ، كان جاك جالسا في مطعم للوجبات السريعة ، بعد ان تم الهجوم علي مقر شركة سمارت في ساعة عاشرة صباحا ، من قبل جماعة مجهولة الهوية حيث راح ضحية الهجوم عدد من أفراد الأمن و قليل من أفراد الشرطة الذين كانوا يتجولون بالقرب من الشركة و تم قتل موظف واحد يدعي " مارفن ستانلي " . 

قرر جاك بعدها ان يستريح قليلا حتي يفكر في خطوته القادمة ليشق طريقة نحو معرفة منفذي الهجوم ، الذي ادي الي مقتل صديقه المفضل ، إلا إنه تمت مقاطعة جلسته الهادئة من قبل رجل غريب يحمل في جعبته حفنة كبيرة من رجال القوات الخاصة أو هذا ما كان يوحي إليه مظهرهم  .

تقدم جاك و هو خارج من مطعم ليقوم احد رجال بفتح كشاف ضوء كبير ليحجب الرؤية عن جاك ، ليصرخ احدهم في مكبر صوت قائلا :-
_ " جـــــــــــــــــــــــــــــاك وايـــــــــــــــــــــــــن !! ، أنت مقبوض عليك بأمر من سلطات العليا ، سلم نفسك حالا و لا تحاول الهرب ، أجث علي ركبتيك و رفع يديك عاليا بحيث استطيع رؤيتهما ، أي محاولة للفرار سنقوم بإطلاق نار فورا !!! .. " 

بالنسبة لرجل مثل جاك هذا يعتبر كثير جدا ، فلقد عاني هذا رجل من يوم عصيب ولا يوجد من يرحمه لدقيقة !!؟ حقا امر يدعوا للشفقة عليه و لكن بينما هو واقف و رافع يديه للاعلي و يحدق يمين و يسار محاولا استيعاب موقف جيدا ، قام ذلك الرجل الغريب الفض ! ، بقطع سلسلة افكاره مجددا ، قائلا له و بصوت بارد :-
_ " أنصحك ان تفعل مثل ما يقول رجل الأمن ، فهو يبدو لي جاد للغاية !! " 

فضحك جاك و قال له بسخرية :-
_ " صدقني لا رغبة لي بالهروب أساسا ، و كأنني سأفر بهذه سهولة منكم " 

توجه الرجل من مكانه الي جاك و قال له بصوت جدي للغاية :-
_ " أسمعني يا جاك ، لما لا تقدم لي تلك الرقاقة التي تحتوي علي كل معلومات التي سرقها مارفن ، و كل منا يعود لمنزله و ينام ، هااه ما رأيك !؟ " 

فرد جاك عليه و هو يتظاهر بإنه يفكر و يحاول ان يتخذ قرار فقال له و ملامح بلهاء علي وجهه :-
_ " حسنا ايها الرجل المخيف ! ، تبدو لي فكرة جيدة للغاية فأنا متعب جدا ، ولكن المشكلة تكمن في أنني لا أعرف عما تتحدث بشأن رقاقة ! " 

فقال رجل الغريب و بنبرة تهديد :-
_ " تحاول ان تكون خفيف دم هااه !؟ ، صدقني لن ترغب في مزاح معي بشأن رقاقة ، فأنا أعلم أن مارفن لن يعطيها لغيرك فأنت صديقه الوحيد ، أليس كذلك يا هيلين !؟ " 

 عندها خرجت الفتاة التي تدعي هيلين ، كانت فتاة جميلة صاحبة شعر أسود لامع ، و شعرها القصير ذو تسريحة الكاريه الانيقة ، و ترتدي الباس الضيق الخاص بالعميلات السريات و هي تحمل في حزامها المعلق علي فخدها مسدسا ألمانيا نوع Walther P99 ، و تحركت نحو جاك قائلة :-
_ " لما لا تكف عن مراوغة ايها الفتي الخجول و تعطينا الرقاقة !؟ " 


لقد صعق جاك من صدمة ، كانت علامة الاندهاش واضحة تماما فتحرك و صرخ قائلا :-
_ " أنهاااا أنتي ، أنتي الموظفة الجديدة التي ، التي صفعت مارفن هذا الصباح ، أنتي كنتي تعملين في شركة تحت إسم جاكلين ستيوارت ، وطوااال هذا الوقت كنتي مجرد جااااسووووسة !!! ، اووه تبااا يا له من يوم سئ ! ومن تكون أنت ايضا ايها المتغطرس هاه !؟ " 

فقال رجل الغريب و الضحكة الماكرة علي وجهه :-
" ستعرف قريبا يا سيد واين !! " 

فأخرج صاعقا كهربائيا و قام بصعق جاك الي أن افقده وعيه تماما ، اصبح كل شئ مظلما امام عينيه ، فأخذوه و كبلوه و وضعوا قطعة قماش سوداء علي عيونه و كبلوه بالأصفاد ، و قاموا بأخذه لمقر سري تحت الأرض تابع لـ CIA حيث تم دخول سبعة سيارات سوداء للمقر و علي متنها المتهم جاك واين بعد ان تمت عملية اعتقاله . 

في صباح يوم الثلاثاء من يوم التالي في ساعة عاشرة و نصف صباحا ، جاء الضابط FBI " جيمس براون " الي مقر شرطة فيدرالية في قسم لوس أنجلوس ، وهو يصرخ من غضب و يقول " كيف يمكن لمجموعة تدمر ربع المبني و تقتل جميع افراد الامن و في الاخر يقتلون موظف واحد فقط ، ولالالالالا ليس هذا فقط بل اختفوا بلا اي اثر ولا دليل يقودنا إليهم ، هل نحن نواجه أشباحا ام ماذا !؟ " .



جيمس براون ، ضابط في FBI قسم LA ، معروف بصلعة رأسه للامعه و صاحب بشرة سمراء و يبلغ من عمر 54 عام ، يتميز بشخصية قيادية ، و اتقانه للعمل الصارم و اتخاذه للقرارات الحاسمة أثناء الأوقات لحرجه ، دوما ما توكل إليه القضايا الحساسة و الخطيرة ، حالته الاجتماعية متزوج و لديه 3 اولاد و بنت مقيمين في فلوريدا .

حاول زميله في العمل و شريكه في القضيه الضابط " ويليام بويد" بأن يقوم بتهدئته ولكن بلا فائدة ، كان سيد براون غاضب جدا و يصيح في كامل القسم ، و يطالب بكل ملفات القضية و كل دليل تم حصول عليه و ان يتم احضاره الي المكتب حالا .

ويليام بويد ، ضابط مساعد و شريك جيمس براون ، شاب ذو بشربة بيضاء و شعر اسود ، يبلغ من العمر 38 عاما ، شاب طموح و محب للعدالة و يسعي لتحقيقها مهما كلف الأمر ، شخصيته رائعه و شجاعه و ولكنه دائما قليل كلام و دوما يثق في صديقه و شريكه جيمس براون . 

 فجأة وهو جالس في مكتبه اتصل شخص ما بهاتفه المكتبي ، فقام سيد بويد برفع سماعة الهاتف و قال " هنا مكتب FBI كيف استطيع مساعدتك ؟ " . 

فتكلم شخص غريب من هاتف و بصوت بارد جدا وهو يقول " أعطيني سيد براون فورا ! " ، فاستغرب الضابط بويد من هذا شخص و هذه نبرة التي توحي بنوع من تأمر و الغطرسة ، فقام بإعطاء الهاتف للسيد براون ، تحدث سيد براون وهو يصرخ بلا مبالاة _" مـــــــــن مـــــعي !!؟ " ، فقال الرجل _" يبدو أنك غاضب جدا ، اسمعني انا اعرف سبب غضبك ، أنت تريد دليلا علي افراد العصابة ، أليس كذلك !؟ " 


هل قال العصابة !؟ ، هنا اصاب القلق سيد براون و بدأ يتحدث بهدوء بعد أن جلس علي الكرسي ليركز في المكالمة ، فقال ضابط _" هلا اخبرتني من تكون !؟ " .

فقال الرجل و هو يتحدث بثقة و كأنه هو سيد لعبة _ " ألم يعلموك في FBI أن للجدران أذان !؟ ، كل ما يمكنني اخبارك به هو أننا في الجانب نفسه من لعبة ، أنتظر بضع ساعات و سيأتيك طرد يحتوي علي كل ما تحتاجه للقضية ، أو بعبارة اخري سأعطيك ما في جعبتي ! " 

حسنا هذه كانت اشبه بإستجابة دعوات سيد براون و هو غاضب ، ولكن السؤال الذي يدور في عقله و قام بطرحه علي رجل _ " لماذا تقوم بمساعدتي يا هذا !؟ " ، فقال رجل بنبرة جدية _ " يمكنك قول أنها لعبة إنتقام ، اسمع عليك ان تثق بي ، فأنا ورقتك الأخيرة للدخول للقضية " و قام بإقفال الخط فورا .

جلس ضابط براون وهو يتنهد و ينظر لزميله ويليام بويد  و قال له _ " هل تعلم أن مدة مكالمة لم تتجاوز حتي دقيقة !؟ " بالنظر الي طريقة كلامه فهو علي علم بأن مكتب FBI سيقوم بسهولة برصد مكان المكالمة بعد دقيقة واحدة فقط ، ولكن حتي لو تم رصدها لن يكون هذا الشخص غبيا ليتكلم من هاتفه الشخصي ، بل كانت المكالمة عبر هاتف عمومي من شارع !! .

بعدها بلحظات تم إستدعاء الضابط براون و ضابط بويد الي إجتماع طارئ لعناصر FBI حيث الاجتماع سيعقد في واشنطن ، بعد 24 ساعة من الأن ، لمناقشة القضية الكبيرة التي تعرضت لها مدينة لوس انجلوس ، حيث الاجتماع سيحضر فيه مجموعه من ضباط متميزين و رئيس هيئة الشرطة الفيدرالية الأمريكية . 

في هذه الأثناء في مكان ما في أحد الشوارع حيث ساعة حوالي 11:30 صباحا :
كانت ثلاثة سيارات هامر سوداء تقود و معها سيارة لموزين مرسيدس ، وعلي متن الليموزين شخص فاحش الثراء ، قوي النفوذ ، صاحب سلطة مطلقة ، لقد  كان السيناتور الأمريكي " ويلسون موزيز " ، المعروف عنه إنه كان يقوم منذ 4 سنوات بتمويل مشروع أبحاث سري ، كان سيناتور يتحدث الي رئيس الكونغرس الأمريكي " تشارلز فريدمان " عن طريق خط الهاتف الأمن ، وكان يخبره بإنه ذاهب الي عقد مؤتمر صحفي بعد الفضيحة الكبرى حول إنه قام بعملية إختلاس أموال كبيرة ، لتمويل عمليته الانتخابية ليصبح سيناتورا في الكونغرس الامريكي ، مما جعله يقوم بهذا المؤتمر الصحفي ليبرر هذه الأشاعة و يقول بعض الأكاذيب مثله مثل أي سياسي حول العالم ، فأخبره رئيس الكونغرس بأنه عليه إختيار كلماته جيدا فالمجلس ليس مستعدا بعد ، لمثل هذه المشاكل فالديهم ما يكفيهم من مشاغيل المهمة حول أمن دولة ، وهم مشغولين جدا بشأن قضايا تخص عمليات إرهابية في الشرق الأوسط ! . 

بعد هذه محادثة قصيرة و بعدها بنصف ساعة تم وصول الي مكان عقد المؤتمر و تم تأمين المكان لحضرة السيناتور لينزل الخادم من سيارة و يقوم بفتح الباب لفخامته ، لينزل من سيارته الفاخرة التي اشتري ثمنها بأموال الشعب المسروقة ، و تلك الضحكة البلهاء و تافهه علي و جهه ليخدع محبيه بأنه إنسان جمهوري و وطني و أمريكي مخلص و محب لبلده و لسمعة وطنه أمام دول الأخري و يدافع بكلمته بأسم الديموقراطية . 

صعد السيناتور ويلسون موزيز علي متن المنبر ليبدأ بقول خطابه المزخرف بشعار الحرية و العدل و المساواة ، فتحدث قائلا :-
" أيها الأمريكيون ، أيها الوطنيون ، أنتم و أنا نعمل ليل نهار للحفاظ علي اقتصاد بلادنا ، و توفير العيشة الكريمة ، بعد ظهور هذه الشائعات التي جعلت مني إنسان مشوه لا يستحق إحترام الناس ، قررت دفاع علي شرفي و نزاهتي أمام الكاميرات ، امام الناس ، امام العالم  ، لطالما كنت محبا لبلدي و سأبقي كذلك ، الحرية ، العدل ، المساواة ، هذه هي شعارنا نحن الامريكيون أنه حلمنا ، انه الحلم الامريكي ، وقبل ان تتجرأ نفسي علي سرقة اموال بلدي الحبيب ، فسأكون مسرورا بوضع رصاصة في منتصف جبهتي علي أن أخون بلدي ! ، كيف اتجرأ و أسرق اموال الشعب الذي يسدد الضرائب لبلده ليل نهار !!؟ ، لا يمكنني فعل ذلك و لن افعل ، فهذا عار علي و عار علي منصبي و عار علي دولة الأمريكية ، سأبقي حارسا و أمينا و وفيا لبلدي الي أخر نفس في روحي و جسدي ، بارك الله امريكيا و حفظ شعبها ،  اذا كان لديكم أي اسئلة الان يمكنكم البدء بها !!! " .

فقامت احدي صحفيات التابعة للقناة CNN و هي تسأل _ " حضرة سيناتور ، ما مدي صحة هذه شائعات و هل هي حقيقة !؟ " 
 فقام السيناتور ويلسون وهو يضحك بسخرية _ " أنـــــــهـــــا مجرد شــــــــائــــــعات ولا صحة لها و لا يوجد دليل واحد حتي !! " 

فنهضت إحدي صحفيات التابعة للقناة New TV  وهي توجه سؤال حاد _ " الي أين تذهب كل أموالك و إستثماراتك و لصالح من !؟ " 
فتوتر سيناتور قليلا وهو يبتسم إبتسامة صفراء كاذبة ليقول _ " إن أموالي بعضا منها يذهب لشركاتي و بعضها للإستثمارات و مشاريع دولة و بعضها تذهب للجيش الأمريكي !! " 
فقالت المراسلة و بنبرة تعجب _ " الـــــــــجــــــيــــــــــــش !!؟ " 

فأكمل سيناتور قائلا _ " أجل الجيش ، فالجيش كما تعلمون يحارب من أجل الديموقراطية و نشر الحرية في العالم و مساعدة المدنيين و نشر الأمن لهم و لحكوماتهم أيضا ، وهذا شئ أفخر به كأمريكي !! " 

لقد أستمر السيناتور بالدفاع عن نفسه أمام الصحفيين ،  الي أن فجرت صحفية تابعة للقناة Today TV سؤالا خطيرا للغاية قائلة _ " مــــــاذا تعرف عن مشروع MMR الذي بدأ في عام 2003 ، تحديدا بعد هجمات حادي عشر من سيمبتمبر ، و أنتهي خبر المشروع في مطلع اواخر 2011 ، هل يمكنك أخبارنا عنه شيئا ما حضرة سيناتور !!؟ " 

لم يقل سيناتور حتي حرف ، بل بقي مصدوما منها و بدأ يتمتم و قال لها فقط أربعة كلمات _ " ليس لدي أدني فكرة ! " 
و اكمل القول _ " لقد قررت الحكومة إيقافه لسبب لا نعلمه ، كما أن هذا المشروع علي حد علمي انه مشروع طبي و علمي من اجل تطوير بعض الأبحاث ، ولكن تأكدوا ان الحكومة الامريكية عندما تنفذ مشاريعها السرية فهي فقط تريد ان توفر مزيد من الأمن و مزيد من القوة لبلدها ، لتحمي شعبها الكريم من اي عدوان خارجي " و خرج من مؤتمر فورا و صعد سيارته و غادر المؤتمر الصحفي بعد ان كاد ان يفضح نفسه بسبب كلماته الأخيرة  

بينما هو في سيارة أتصل بأحد مساعديه و قال _  " أعثر لي عن شخص الذي سرب معلومات الاختلاس و تخلص منه ، فنحن تكفينا المشاكل  !! "
كانت هذه اخر كلمة قالها و أقفل الخط فورا . 

في مكان ما تحت الأرض و مبني سري للغاية تابع للمخابرات الامريكية ، كان جاك يجلس علي كرسي ومكبل بالسلاسل و علي رأسه قماش اسود و هو بين حالة اليقظة و فقدان الوعي ، يتخبط بأفكاره يمين و يسار ، وكل ما يذكره هو رؤية جثة مارفن المضروبة بالرصاص !! .

أستيقظ جاك و بدأ يحرك يديه فوجدها مكبلة ، حاول ان ينظر حوله ولكن بلا فائدة ، فتحدث قائلا _ " أين أنا !؟ ومن أنتم !؟ مرحبا ، هل من أحد !!؟ " ، لم يتحدث اي شخص بل كانوا ينظرون اليه عبر زجاج من غرفة اخري ليدرسوا ردة فعله و نفسيته و طريقة استيعابه للموقف الذي حوله و الذي هو فيه .

ولكن وجدوا أنه سريع الاستيعاب ، لقد تمكن من تشخيص الوضع الذي هو فيه بشكل جيد ، فتحدث احد عملاء يدعي كريس  وهو ينظر اليه من خارج الغرفة _ " هلا ذكرني احد ما لماذا قبضنا علي هذا الأخرق !!؟ " فأجابه الرجل الذي قبض علي جاك و قام بصعقه _ " نحن نحتاج جاك ، فهو الان ورقتنا الأخيرة للدخول الي جحر الأرنب ، حسب المصادر التي اتت الينا ، فأن اليد السوداء هي مسؤولة عن عميلة الهجوم !! " 

فقال العميل كريس و علامات القلق علي وجهه _" علينا الا نضيع فرصتنا هذه المرة ، يجب عليه ان يقودنا اليهم ، يجب ان نعرف سبب مقتل ذلك الموظف بهذه الطريقة " 

فتحرك العميل كريس ومعه الرجل الغريب ، و دخلوا الي الغرفة التي فيها جاك ، كان جاك جالسا علي كرسي وهو في حالته المذكورة و امامه طاولة و فوقه مصباح واحد مربوط بخيط و يتدلي من أعلي السقف ، و الإنارة كانت شبه ضعيفة  ! ، فقام العميل كريس بإزالة الغطاء من علي وجه جاك لتنكشف الرؤية له ، واخد الرجل الغريب بالتحدث بعد ان قام برمي رزمة من ملفات و مجلدات التي تخص القضية ، فقال وهو يطوف حول جاك _" سيد جاك !! ، يبدو أنك إستيقظت أخيرا ، أخبرني كيف تشعر ، هل أنت بخير !؟ " 

فأجابه جاك بصوت بارد _ " أشعر ببعض العطش ، هل استطيع حصول علي كوب ماء !؟ " ، فأحضر له العميل كريس زجاجة ماء بلاستيكية ، وقام جاك بشربها و نظر الي رجل و قال _ " أيها الرجل المخيف ، أخبرني من تكون !؟ " فأجابه قائلا بصوت واثق _ " أنا ضابط ديفيد هيغان ، عميل في مخابرات الأمريكية السرية ، و هذا زميلي العميل كريس ، سيد واين اظن بأنك تعلم لما انت هنا صحيح !؟ " 

تنهد جاك و قام بتحريك رقبته يمن و يسار و كأن الإرهاق اصابه ، فقال بصوت هادئ _ " اسمعني سيد هيغان لأكون صريحا انا حقا لا اعرف لما أنا هنا ، اعني كل ما اعرفه ان صديقي فعل شئ ما و اشخاص قتلوه لذلك الشئ ، مهما كان الذي فعله اريد معرفته ! " 

فقال العميل هيغان و هو جالس علي كرسي امام جاك _ " اذا اردت ان تعرف عليك ان تخبرني أين وضعت الرقاقة !؟ " 
فحرك جاك وجهه قليلا امام العميل هيغان و قال له بكل صرامة تامة _ " هل عليا أن اثق بك أيها العميل هيغان !!؟ " 

أستمر الهدوء بعد هذه الكلمات حوالي دقيقتان ، ثم نظر العميل هيغان الي زميله كريس موضحا له بإشارة من ملامحه بأن جاك لا يريد تعاون ، وعليهم فعل ما يلزم ، فجلس العميل كريس بجانب جاك و قال له وهو يقلب في الملفات _ " جاك واين ، انت شرطي سابق ، تم تسريحك من العمل بسبب فشلك الذريع الذي ادي الي مقتل 4 من زملائك ، كلهم يمتلكون عائلة و اطفال ، إلا أنت !! ، كنت متزوجا من قبل بالآنسة جولي جونس ، و طلقتها بعد ان تم تسريحك ، بسبب إدمانك للكحول و بقاء لوقت متأخر في الحانة ، هل أنا محق !!؟ ام هذه معلومات خاطئة سيد واين " .

فنظر اليه جاك نظرة استحقار و قال له بأنه لا يهتم لهذه ملفات ، فما حدث قد حدث و لست نادما عليه ، لربما القدر قد يكون مظلما احيانا ، ولكنه سيبتسم في أخر المطاف ، فنهض العميل هيغان و قام بتوجيه قبضته لجاك فجعله يسقط علي الأرض من علي كرسيه ، وبدأ العميل هيغان يصرخ _ " أنا لا أشفق علي حياتك أيها التافه ، ولكن عليك تعاون معنا ولا تجبرنا لإستعمال أساليبنا ، وأعتقد بأنك شرطي سابق و تعرف ماذا نفعل للأشخاص الغير متعاونين !! "

فضحك جاك و قال له _ " لم اكن اعرف بأنكما تريدان ان تلعبا معي لعبة الشرطي السئ و الجيد ، تبا يا لكما من تافهين ، بدل ان تقبضوا علي اذهبوا و إبحثوا عن المسؤول عن قتل صديقي ، ايها الحمقي ! " 

تحرك العميل كريس لمساعدة جاك علي نهوض و قام بفك اساوره و نظر في عينه و قال لجاك ثلاثة كلمات _ " نحن نعلم الفاعل ! " ، ذهل جاك تماما و قام بإمساك العميل كريس و هو يصرخ أخبرني من هو !!؟ فقال له العميل كريس اذا اردت معرفته ، ساعدنا اذا ، قل لنا اين هي رقاقة !؟ .


وبعد عناء طويل بدأ جاك بالتحدث و بدأ يخبرهم بكل تفاصيل و قال _ " قبل موت صديقي مارفن ، أخبرني انه عليا ذهاب لمكتبه للبحث عن رقاقة موجودة هناك ، فوجدتها و عندما عدت إليه ، تفجأت بأنه قد مات ، فتقدم إلي أحد افراد العصابة الذين قتلوه و صرخ في وجهي وطلب مني خروج ، و كان الأمر واضحا انهم لايعرفون علاقة التي بيننا و إلا لما كنت هنا الأن ، تحركت مسرعا الي الطابق السفلي عن طريق الدرج ، وانا انظر الي رقاقة التي بين يدي ، فتوجهت الي خارج و ركبت سيارة أجرة  متجها الي بيتي لتخبأتها ، ولكن ..." .

فقال له العميل هيغان وهو ينتظر بلهف شديد _ " هيا هيا ولكن ماااذا !؟ " ، فأكمل جاك _ " بمجرد دخولي للمنزل وجدت زوجتي السابقة جولي " فقاطعه العميل كريس قائلا _ " هل تقصد زوجتك السابقة جولي جونس !!؟ " فقال له جاك " نعم " ، و سأله العميل هيغان _ " ماذا كانت تفعل في بيتك ؟ " 

فقال جاك _ " لقد إنفصلنا انا و جولي بسبب تقصيري إتجاهها ، كنت اعود للمنزل و انا ثمل ، وهي لم تحتمل ذلك ، ولكنها كانت تأتي لمنزلي لتطمأن علي ، فعند دخولي للبيت و جدتها و سألتني ما بالك ، تبدو مضطربا !؟ ، فأخبرتها بكل شئ حدث معي و طلبت منها أن تعتني بالرقاقة الي أن اعود إليها ! " 

فنظر العميلان الي بعضهما البعض و من ثم الي جاك و قالا _ " إذا الرقاااقة لدي سيدة جولي جونس !! هل تعرف أين تقطن !؟ " 

فأجاب جاك بالنفي ، فتحركا فورا و خرجا من الغرفة و قاما بكل اتصالاتهما للعثور عليها ، و إحضارها للمقر بينما جاك سيقضي يومه في مقر التابع للمخابرات الأمريكية السرية ، بينما توجهت خمسة سيارات سوداء معتمه للقبض علي الآنسة جولي جونس و إحضارها هي و رقاقة ، لحل هذا اللغز و معرفة المعلومات التي تهدد أمن البلاد بأكملها ، فأجهزة الدولة عندما تتعامل مع قضايا حساسة جدا ، تفعل كل ما يلزمها لإعادة الأمن و الإستقرار الي شوارعها .

 في حين قالت أجهزة الصحافة و الأعلام أن الهجوم الذي وقع في شركة سمارت كان عبارة عن تصفيات لأحد مسؤولين في شركة ، و قالت محطات إعلامية أخري بأن الهجوم كان غرض منه زعزعة الأمن و الاستقرار في لوس أنجلوس ، بينما آخرون يقولون بأنها عبارة عن حرب عصابات اخري فهذا شئ ليس بالغريب علي مدينة لوس أنجلوس ، في حين أن كل المعلومات التي تمتلكها اجهزة الدولة حول هذه القضية تفيد بأن المسؤولين عن هذه الكارثة لايزالون غير معروفين الي حد الأن .
.........................................................................................................................................................................


الفصل الاول : الحظ السئ



المقدمة
في عالمنا قد  لا نري الحقيقة بوضوح ، في عالمنا هناك اشياء مخفية لا تدركها العقول ، هذا العالم يحكمه اشخاص قلة ، هذا العالم به صراعات خفية لا نراها ، اذا حشرت أنفك فيها ، أنتهي أمرك في دقيقة .
رواية اليد السوداء ، تحكي عن شرطي سابق يعمل كاموظف بأسم جاك واين في شركة سمارت للتقنيات المتطورة ، حيث يتورط في صراع منظمات خفية بعد حصوله علي معلومات سرية تم اختراقها إلكترونيا من إحدى شركات المشبوهه ، ليجد بعدها أن شركات تتبع لمنظمة إرهابية خطيرة تعرف بإسم ( الــــــــــيـــــــد الـــســـــوداء ) .
ليتم تجنيده من قبل الأستخبارات المركزية الأمريكية ، ليصبح عميلا و جاسوس ليبدأ رحلته في القضاء علي منظمات الخفية ، ولكن اثناء تحقيقه يكتشف لغزا يهدد البشرية و العالم بأكمله ، هذه رواية ببطولة كابتن جاك واين عميل المخابرات الأمريكية !! ...









الفصل الأول : الحظ السئ

في سابعة صباحا من يوم الاثنين ، أشرقت الشمس علي مدينة لوس انجلوس ، حيث استيقظ الموظف (جاك واين) الذي يبلغ من العمر 34  عاما ، علي صوت المنبه المزعج و كسل يملأ جسده بالكامل رغبة بالعودة للفراش من جديد ، بعد ليلة سيئة وطويلة في حانة جونديانا للكحولات ، كان جاك يكره ذهاب للعمل بشدة ، حيث يقوم بنفس الاعمال مرارا و تكرار في كل يوم ، في كل اسبوع ، في كل شهر ، ولكنه للأسف تزحزح متحركا من فراشه غاسلا اسنانه كاعادته دوما ، ويحضر إفطاره المتكون من كوب قهوة و فطائر بانكيك و احيانا بعض رقائق لحم مع بعض البيض و يستمتع بفطوره علي ألحان الموسيقي الكلاسيكية القديمة .
 
وبعد نصف ساعة من الهدوء ،أستقل سيارة اجرة ذاهبا لعمله ليصرخ المدير في وجهه كالعادة ، قائلا :-
" أنت متأخر ربع ساعه جااااك " ، ليرد عليه وبصوت هادئ و غير مبالي " اه اسف لن يتكرر ذلك " .

 ان بطل روايتنا يعمل في شركة سمارت المتخصصه في في تصدير و استيراد المعدات الالكترونية ، و برمجة الاجهزة و الحواسيب الذكية ، جلس جاك في مكتبه الصغير و الكأبة تغطي وجهه التعيس ، ليستلم رزمة من الاوراق عليه عمل عليها ، وان رفض او تكاسل سيتم طرده فورا ليأتي تعيس حظ اخر ليعمل مكانه .

بجوار مكتب جاك ، هناك مكتب صغير أخر لزميله في عمل يدعي ( مارفن ستانلي ) ، حيث مارفن يبلغ من العمر 30 سنة ، هوايته و عشقه و حبه وحيد هو اختراق المواقع و منظومات الألكترونية ، بسبب هوسه الشديد للاسف تم قبض عليه مرتين و سجنه لمدة سنتين مع غرامة قدرها 7.000 $ دولار ، يرتدي مارفن احيانا عدسات لحفظ نظر ، و قميصه الابيض و سرواله ذو لون الكريمي ، تسريحة شعره المتعرجة  ، و حذائه البني اللامع ، مارفن دوما ما كان يحب حديث مع جاك و سخرية منه لأغاضته ، فهو يعتبره صديقا جيدا و جديرا بالثقة . 

بينما جاك جالس في مكتبه الصغير البائس ، يأتي عليه زميله في العمل مارفين وهو يضحك ساخرا :-
_ " ما خطبك يا رجل ، تبدو مثل جثة اخرجت من القبر ! "
نظر اليه جاك بنظرة متصلبة تماما و كأنه يقول انت اخر شخص اريد مزاح معه الان ، فقال وهو يبتسم ابتسامة عفوائية :-
جاك : " دعني و شأني ارجوك ، انها قصة طويلة "
فرد مارفن وهو يضحك قائلا " تقصد ليلة طويلة أليس كذلك !؟ "
قال جاك بعدما كشف امره مجددا " يااه اجل ، ليلة طويلة و قصة حزينة ، وحياة مريره "
انفجر مارفين ضحكا وهو يسخر من جاك وهو يتسائل " ما القصة هذه المرة هاااه !؟ ، هل فتاة هجرتك ؟ ام هددك مدير من طردك ؟ ام تم ضربك في احد أزقة شوارع ليلا ؟ "
فرد جاك و هو يكتب احد تقارير علي حاسوب قائلا له : " للأسف لا هذا ولا ذاك ، يبدو ان القدر يستمتع بتعذيبي و وضعي في هذا العمل بائس " 
فجلس مارفين علي مكتب بأستهتار قائلا : " اووي ايها تعيس ، انظر علي الأقل الي الجانب المشرق ، فالقدر أرسلك لتعمل هنا ، لتلتقي بي أنا ، ألست شخصا عظيما و يجب ان تشكر الإله علي انك ألتقيت بي "
فرد جاك فورا وهو ينظر بسخرية  : " كل ما اعرفه انك مزعج عظيم ، يجب ان ادعوا الإله علي ان يخلصني منك "
فبدأ مارفين يقوم بحركات دراميه و كأنه يقول " لقد جرحت مشاعري و قلبي صغير " 

فأحضر كرسيا و جلس بجانب جاك و نظرة جدية بدأت علي وجهه قائلا :-
مارفين : " المهم ، إسمع لدي ما أخبرك به "
جاك و بأهتمام خفيف لسماع ما يود قوله : " هاه ما هو !؟ "
مارفين وهو يتحمس في حديثه : " البارحه لقد كنت اخترق احدي منظومات لشركة مشبوهه   ، فوجدت انها تمتلك 15 مقرا في خمسة عشر دول منها أمريكيا " فقاطعه جاك فورا قائلا " ألاااازلت تقوم بأفعالك هذه مجددا !!!؟ "
فأكمل مارفين وهو يقول ، " دعني انهي كلامي بينما كنت احاول ايجاد اي معلومات قد أتمكن من نشرها او فضحها علي الأنترنت ، لربما قد نتمكن من كشف اللاعيبهم القذرة ، ولكن بلا اي جدوي ، فقمت بأستعمال بعض الخدع لأختراق قاعدة البيانات لوكيل شركة ، وبذلك اسيطر علي نظام لمدة مؤقته لربما استطيع بعدها ايجاد طريقة لأختراق مركز نظام الشركة الرئيسي " ، تمت مقاطعته مجددا من قبل جاك وهو مصدوم فيه قائلا ، " ان لم تكف عن هذه الأفعال فالربما لن تري نور الشمس ابدا ، عليك توقف حقا فهذا خطير" .


اكمل مارفن كلامه و هو يقول : " المهم اسمعني أن الأمر خطير جدا ، تلك شركة عبارة عن شركة وهمية تقوم بأخذ الأرباح الطائلة ، ومن ثم تقوم بتوزيعها علي هذه الحسابات المشبوهة ، ولكن تلك الحسابات للأسف يملكها ......" قاطعه جاك وهو يقف قائلا : " أسمعني مارفن أنا لا أهتم بأفعالك هذه ولا اريد معرفتها اساسا ، و أرجوا ان تكف فعلا عن هذه الافعال حتي لا تورط نفسك في اشياء لن ترغب معرفتها " .

سمع جاك صوت انثي خلف مكتبه والفضول يغمرها لمعرفة ما كان يتهماسان فيه قائلة :-
.............. : " ماهي الاشياء التي لن يرغب في معرفتها ، اكملا انتما الاثنان ، فقد بدأت استمتع !!؟ "
ذعر جاك منها و بدأ يتلبك في كلام ، فجاك للأسف عبارة عن شخص وحيد ، وضعيف جدا أمام الفتيات ، فالذلك تدخل مارفن في الوسط و قال بكل وقاحة تامة ليصرف انتباه الفتاة : " أخشي يا سيدتي أنكي فتاة وقحة جدا ، عديمة ذوق لتتنصتي علي رجلين وهما يتشاركان اسرار حياتهما " .

ولكن يبدو أن ثمن كلام مارفن كان للأسف عبارة عن صفعة محترمة من سيدة جعلت نظارته تطير عاليا وهي تقول : " لا لا لا لا لا ، ليست هذه طريقة مناسبة للتحدث مع فتيات " و ذهبت و تركت جاك في حيرة من أمره ، وهو في صدمة تامة .

في هذه الاثناء دخل 7 رجال غرباء لمبني شركة سمارت ، كانوا يرتدون نظارات و احذية عسكرية سوداء ، ويحملون رشاشات MP_5K ، ويبحثون عن هدف واحد يجب تخلص منه فورا .


 جاء قائد العصابة لمدير الاستعلامات و امسكه من ربطة عنقه و قال له اسم واحد فقط " مـــارفــن ستانلي " ، فقال مدير الاستعلامات و ذعر علي وجهه : " أأأ...أأناا لا أعرفه " ، فأبتسم قائد العصابة بخبث و نظر الي رجل الاخر الذي برفقة مدير الاستعلامات ، وقام بأطلاق نار عليه فأطرحه ارضا ، وقام بإعادة نفس سؤال الموجه للمدير الاستعلامات : " أين مارفن ستانلي !!؟ " .

وعلي فور قام مدير برفع سماعة الهاتف ليتحدث الي رئيس القسم ، وهو يقول له علي هاتف :-
............ : " أريد مارفن ستانلي ، أي طابق أجده ....!!!؟ "
مكتب رئيس القسم : " مارفن ستانلي ، أنتظر لحظة ! .........مارفن ستانلي موظف في شركة سمارت ، أنه يعمل في طابق 27 في القسم B "
............: " شش......ششششكرا لك " . 

فقام بنظر لقائد العصابة و اخبره أنه في طابق 27 وفي القسم B ، فأبتسم القائد و قال له " لقد كنت لطيفا جدا ، نشكرك علي وقتك !! " و قام بأطلاق نار عليه ، و تحركوا بسرعة نحو مارفن ستانلي ، لتقوم مجموعة من رجال الأمن بأطلاق نار علي أفراد العصابة ، ليبدأ تبادل لأطلاق نار مما أسفر عن مقتل رجال الأمن ، و حدوث حالة طوارئ و ذعر في الشركة .


سمع كل من مارفن و جاك و موظفين طابق 27 صوت اطلاق رصاص ، وعند خروج مارفن من مكتبه للأستطلاع ، تأتي احدي طلقات علي كتفه الأيمن ، وشخص ما من عصابة يقول " ها هو لقد وجدته !! " ، فهرب مارفن بسرعة و دخل للقسم B وهو ينزف بسرعه ، ليسطدم بكتف جاك فيقول له : " أسمع يا جاك أذهب لمكتبي ، وأفتح الدرج ستجد USB ، خذه و خبؤه عندك ، ولاتخبر أحدا عما فيه ".

 فقاطعه جاك وهو في حالة صدمة و فزع و صراخ يملأ المكان قائلا : " مهلا لحظة لا أفهم ماذا تعني !!؟ ، وما الذي يحدث في خارج !!؟ ، وماذا حصل لكتفك !!؟ " .

أجابه مارفن و هو يتمزق من شدة الألم و الكلمات تخرج بصعوبة شديدة " لا وقت ، ارجوك أسرع ، أن وجدوك هنا معي سيقتلونك بلا شك ، تحرك بسرعه ، ولا تــــثــــق في بأحــــد " .

تحرك جاك جريا نحو مكتب مارفن ، ليبحث في درج الاول و الثاني و ثالث ، و يقلب يمين ويسار الي أن وجد USB ، فأخذه و تحرك بسرعه خارج مكتب ليجد صديقه قد تم رميه بالرصاص بلا أي رحمة ولا شفقة ، فقام أحد رجال العصابة بدفعه صارخا في وجهه " أذاا أردت أن تعيش فالتخرج من هذا المكان اللعين " .

كانوا علي الأرجح لايعلمون بشأن صداقة بين جاك و مارفن والا كان جاك في عداد موتي الأن ، فخرج جاك بسرعة من القسم ليجد اثار الرصاص و خراب يملأ المكان ، فهرب مسرعا من مكان عمله مبتعدا قدر الأمكان عن الشركة .

 وبعد الحادثة بخمسة دقائق اقتحمت قوات الشرطة و فرقة التدخل السريع (SWAT) و عناصر FBI مقر الشركة ولكن للأسف لم يجدوا أي أحد من عناصر العصابة ، فقد تمكنوا من هروب بواسطة هاليكوبتر كانت تنتظرهم في السطح .

في الساعة الخامسة مسائا ، جلس جاك يأكل طعامه في إحدي المطاعم القريبة من منزل ، حيث أعصابه اصبحت مشوشه للغاية ، و كانت خطته علي الأرجح أن يتناول طعام و يشرب بعض الجعة الباردة حتي يستطيع تفكير في خطوته القادمة ، شئ متوقع من شرطي سابق تم طرده بسبب فشله الذريع ، فلو كان جاك مجرد شخص عادي لكان ذهب لمركز شرطة ليسلمهم الرقاقة التي اعطاه اياه رفيقه في العمل ، ولكن لسبب او لأخر ابقاها معه لمعرفة ما تحتويه ، أو ربما يخطط للأنتقام لمقتل صديقه الوحيد ، يمكننا القول أنها ليست سوى غريزة رجل أمن اشتاق لأيام البوليسية .

بينما جاك يحسب حسابه لخطواته القادمة تمت مقاطعة حبل أفكاره من شخص غريب مظهر ، غريب الشكل ، غريب التصرف ، غريب الأسلوب ، كان يرتدي سماعات لاسلكية و بدلة سوداء و نظارات عادية و حذاء اسود لامع ، فأخذ كوب الجعة البارد من أمام جاك و جلس في كرسي الذي أمامه و بدأ يحتسي الجعه ، وجاك يراقبه بحذر و انتباه محاولا بقاء هادئا قدر المستطاع الي أن يعرف نوايا هذا الرجل الغريب وما الذي يريده .

 بدأ الرجل الغريب بالتحدث قائلا _: " يبدو لي أنك تمر بوقت عصيب ، هل أنا محق !؟ " ، فشعر جاك بالخطر ولكن عليه إخفاء قلقه لربما يكون هذا الشخص تابع للعصابة التي قتلت رفيقه ، و ربما جاء الان بعدما عرف بأمر رقاقة و علاقة التي بينهما ، فرد جاك عليه و بكل استعباط قائلا _ : " كلنا نمر بأوقات صعبة ، المهم  أن نواجهها ! " .

أبتسم الرجل الغريب لجاك و اقترب اليه بمسافة بسيطة و قال له بكلمات هادئة وباردة _: " هل تريد أن تعرف كيف أتخلص الأوقات العصيبة !!؟ " ، كانت هذه الكلمات كفيلة بجعل جاك ينهض من طاولة الطعام و هو يقول _: " لايهمني كيف تتخلص منها ، دعني و شأني فأنا لا أعرفك ! " .

وضع جاك ثمن الطعام و الجعة علي طاولة ، وخرج غاضبا و يسير بخطوات سريعة ، كان كل ما يدور في عقله هو خروج من مطعم و جري مبتعدا عن مكان و حصول علي سلاح فورا !! ، ولكن للأسف الخطة لم تسر علي ما يرام .

وبمجرد ان فتح جاك باب مطعم حتي ينذهل بوجود 5 سيارات فورد سوداء و مصفحه تابعه للأستخبارات المركزية ، وأمامه عدد كبير من جنود المدرعين ، و موجهين اسلحتهم في وجه جاك مما جعل فكرته بالهروب تتبخر نهائيا ، ادرك جاك أن أمره قد أنتهي و عليه تسليم نفسه حالا .


في وسط حيرة و انذهال جاك سمع صوت الرجل الغريب وهو خارج من مطعم وكان خلف جاك مباشرة وهو يقول بكل ثقة تامة _: " أظن بأنك يجب أن تهتم بالكيفية و طريقة مناسبة لمواجهة الاوقات العصيبة ، أليس كذلك يا جاك واين ...!؟ " .
.
.
.........................................................................................................................................................................